لبنان ليس أفضل من كندا التي إذا أصبحت الولاية 51 فبلدنا قد يُصبح من دون أرض!
هل تكفي الإصلاحات، وهي عبارة باتت فضفاضة جداً في لبنان، و"حمّالة أوجه" على مستويات عدة، وتطبيق بعضها على الأقلّ خلال وقت قريب، للقول إن لبنان سيسلم من مشاريع الفوضى العالمية المتزايِدَة، لا سيّما بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى "البيت الأبيض"؟
لسنا أفضل...
وهل ان لبنان أفضل، وأكبر، وأعلى شأناً من كندا الدولة الكبرى في القارة الأميركية على كل المستويات، والتي يرغب ترامب بجعلها الولاية الأميركية 51؟ أو هل ان لبنان أفضل من الإتحاد الأوروبي الذي يتمتّع بقدرات هائلة على المستويات كافة، والذي يخوض ترامب أشرس المعارك الوجودية ضدّه؟ أو هل نحن أفضل من أوكرانيا التي يتصرّف ترامب بها وكأنها ملكية خاصّة له، وذلك رغم أنها دولة ذات أبعاد استراتيجية كبرى في الأساس؟ أو هل ان لبنان أعظم شأناً من غرينلاند مثلاً، ومن أبعادها العسكرية الدولية شديدة الأهمية، لنعتقد نحن (في لبنان) أننا بأمان دائم من أفكار هي من مستوى إحداث تغيير وجودي كبير في بلدنا، قد تخرج الى العلن بعد مدة، خصوصاً إذا بقيَت أوضاعنا على ما هي عليه الآن؟
فوضى كبرى
القضية أبْعَد من مساعدات أميركية، ومن احتمالات تقليصها أو وقفها كلياً أو تركها على حالها. والمسألة أكبر من انتخابات، واستحقاقات دستورية، ومن إصلاحات، ومكافحة فساد، طالما أن مصير دول توزّع شهادات حسن السلوك على غيرها في العالم، يمكنه أن يصبح على المحكّ في أي وقت، مع التحوّلات الفوضوية الكبرى التي تحصل على مستوى العالم الآن. وبالتالي، ماذا عن مصير ومستقبل لبنان؟
الوزراء الجُدُد
رأى الوزير السابق فادي عبود أن "كل الفئات اللبنانية ليست واقعية ولا واعية لحجم لبنان، ولا لإمكانياته، ولا لحقيقة موقعه في السياسة العالمية المُعتمدة في الشرق الأوسط، إذ إن كل طرف محلّي يعمل لمصالح آنية من دون حلول جذرية".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بالنّسبة الى الإصلاح، لا نسمع من أي وزير من الوزراء الجدد عن أي طرح بشأن كيف سيعمل من أجل الاستغناء عن نصف الموظّفين في وزارته، على الأقلّ، ولا عن كيفية تغيير كل الإجراءات الإدارية القديمة واعتماد المكننة. فلا أحد يتحدث عن ذلك أبداً، وهذا لافت للانتباه جداً في الظروف الحالية. كما أنه دليل على عدم جدية بالإصلاح، وعلى عدم الوعي الى أننا قد نُصبح في وضع آخر أسوأ من الذي نحن فيه الآن، إذا استمرت عدم الجدية بالإصلاح".
خطر التقسيم...
وأكد عبود أن "استمرار التشدّد من الناحية الشيعية، والمسيحية، والسنية، والدرزية، واعتبار كل طرف أنه مغبون، يوصل الى نتيجة واحدة في النهاية، وهي نوع من حكم ذاتي ينسجم مع الخطط التي تتوضّح في المنطقة حالياً، بين السّعي لإنشاء دولة كردية، وأخرى درزية، وأخرى علوية، وأخرى سنية، وأخرى شيعية، وأخرى مسيحية. وهنا، لينظر الجميع الى ما يجري في سوريا، والى خطورة الدخول بلعبة التقسيم ليس في لبنان فقط، بل على صعيد المنطقة ككلّ. فهذا موضوع خطير جداً، يجعل إسرائيل الأقوى، مقابل مجموعات صغيرة من البشر تأكل وتشرب وتنام".
وختم:"الحلّ بسيط، وهو بالتوقّف عن النظر الى الإصلاح باستخفاف، وكمسألة مُضحِكَة. فمن دون إصلاحات، لا مجال لأي محاولة جدية وقابلة للتطبيق، تسمح بإعادة بناء البلد من جديد".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|